يُعتبر القرآن مصدرًا أساسيًا لمعرفة سيرة النبي محمد[12]، كما ويُعد أقدم وأوثق مصادر السيرة النبوية، فهو يرجع إلى عصر محمد نفسه، كما يتفق المسلمين كافة على مدى العصور على نسخة واحدة منه رغم اختلاف المذاهب والفرق الإسلامية[13][14][15]. وإن كان القرآن لم يتناول كل سيرة محمد باستفاضة[14] إلا أنه ذكر فيه إشارات كثيرة إلى سيرته إما بتصريح العبارة، أو بطريق الإشارة، أو بطريق التضمين، أو الموازنة[16]، يقول ألفورد ولش إن «القرآن يستجيب باستمرار وبصراحة في كثير من الأحيان إلى الظروف التاريخية المتغيرة لمحمد ويحتوي على ثروة من البيانات المخفية»[17]. فذُكر فيه بعض من شمائله، ودلائل نبوته، وأخلاقه، وخصائصه، وعن حالته النفسية والشعورية. وذُكر فيه أيضًا شيئًا عن غزواته[18] فقد ورد في القرآن ما يقارب 280 آية في الغزوات، وهي تساوي نسبة 4,65% من القرآن[19] جاء بعضها صريحًا كالغزوات الكبرى، بدر، وأحد، والخندق، والحديبية، وخيبر، وفتح مكة[20]، كما شمل هذا التصريح بعض قضايا الجهاد، ومواجهة خصوم وأعداء الإسلام[12]. فمثلاً اشتملت سورة الأحزاب تفاصيل من سيرة محمد مع أزواجه وأصحابه كما تضمنت تفاصيل كثيرة عن غزوة الأحزاب.[21].
[b][i][img][/img]